موقع شباب نشيل على الانترنت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع شباب نشيل على الانترنت

موقع شباب قرية نشيل مركز قطور محافظة الغربية === تصميم واعداد الموقع أ / أيمن المهدى


2 مشترك

    مشهد يوم القيامه

    sameh ahmed
    sameh ahmed


    عدد المساهمات : 31
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010

    مشهد يوم القيامه Empty مشهد يوم القيامه

    مُساهمة  sameh ahmed الإثنين يناير 18, 2010 4:22 pm

    قال رسول الله (ص) أخبرني جبرائيل قال بينما الخلائق وقوف في عرضة القيامة إذ أمر الله تعالى ملائكة النار أن يقودوا جهنم فيقودها سبعون ألف ملك بسبعين ألف زمام فيجد الخلائق حرها و وهجها من مسيرة شهر للراكب المجد و قد تطاير شررها و علا زفيرها فإذا دنت من عرضة القيامة صارت ترمى بشرر كالقصر فلا يبقى يومئذ أحد من سائر الخلق إلا و يخر على وجهه و كل منهم ينادي يا رب نفسي نفسي إلا أنت يا نبي الله فإنك قائم تقول يا رب نجني و ذريتي و شيعتي و محب ذريتي قال فيطلب النبي أن تتأخر عنهم جهنم فيأمر الله تعالى خزنة جهنم أن يرجعوها إلى حيث أتت منه و ذلك في تفسير قوله تعالى في سورة الفجر وَ جِيءَ يَوْمَئِذ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَ أَنّى لَهُ الذِّكْرى يعني يومئذ أي يوم القيامة و معنى يتذكر أي ابن آدم يتذكر ذنوبه و معاصيه و يندم كيف ما قدم ماله ليقدم عليه يوم القيامة و قوله تعالى وَ أَنّى لَهُ الذِّكْرى أي
    [58]


    أنى له الذكرى يوم القيامة حيث ترك الذكرى في دار الأعمال و ما تذكر إلا في دار الجزاء فما عاد تنفعه الذكرى و قوله يحكي عن ابن آدم يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي أي قدمت أمامي فتصدقت به لوجه ربي و تزيدت من عمل الخير و الصلاة و العبادات و التسبيح و ذكر الله تعالى حتى نلت به في هذا اليوم درجات العلى في الآخرة و النعيم الدائم في أعلى الجنان مع الشهداء و الصالحين و إنما سمى الله تعالى الآخرة الحياة لأن نعيم الجنة خالد دائم لا نفاد له باق ببقاء الله تعالى بخلاف الدنيا فإن الحياة فيها منقطعة مع أنه مشوب بالهم و الغم و المرض و الخوف و الضعف و الشيب و الدين و غير ذلك فاستيقظ يا أخي من نومك و اخرج من غفلتك و حاسب نفسك قبل يوم الحساب و اخرج من تبعات العباد و صالح الذين أخذت منهم الربا و اعتذر إلى من قذفته بالزناء و اغتبته و نلت من عرضه فإن العبد ما دام في الدنيا تقبل توبته إذا تاب من ذنوبه و إذا اعتذر من غرمائه رحموه و عفوا عنه و أسقطوا عنه حقوقهم الذي عليه فأما في الآخرة فلا حق يوهب و لا معذرة تقبل و لا ذنب يغفر و لا بكاء ينفع .

    و قال (ع) ما فزع امرؤ فزعة إلا كانت فزعته عليه حسرة يوم القيامة فما خلق امرؤ ليلهو و انظروا إلى قوله تعالى أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً و قال تعالى أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً و اعلموا أيها الإخوان أن العمر منجو عظيم مريح و كل نفس منه جوهرة و كيف لا يكون كذلك و قد قال رسول الله (ص) من قال أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبه و لا ولدا كتب الله له بكلماته خمسا و أربعين ألف ألف حسنة و محا عنه أربعين ألف ألف سيئة و رفع له خمسا و أربعين ألف ألف درجة في عليين فقال له جبرائيل يا رسول الله كل شيء يحصى حسابه إلا قول الرجل لا إله إلا الله وحده لا شريك له فإنه لا يحصى ثوابه إلا الله تعالى ادخر لك و لأمتك فاذكروني أذكركم و إن الله سبحانه يقول أهل ذكرى في ضيافتي و أهل طاعتي في نعمتي و أهل شكري في زيارتي و أهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا أجيبهم و إن مرضوا فأنا طبيبهم أداويهم بالمحن و المصائب لأطهرهم
    [59]


    من الذنوب و المعايب .

    و قال علي بن الحسين (ع) العقل دليل الخير و الهوى مركب المعاصي والفقه وعاء العمل و الدنيا سوق الآخرة و النفس تاجرة والليل و النهار رأس المال و المكسب الجنة و الخسران النار هذا و الله التجارة التي لا تبور و البضاعة التي لا تخسر و قال مثله (ص) وسوق الفائزين من شيعته و شيعة آبائه و أبنائه (ع) و لقد جمع الله هذا كله بقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ و قال سبحانه و تعالى رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ و قال تعالى فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلّى عَنْ ذِكْرِنا وَ لَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ و قال تعالى وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً .

    و قال أمير المؤمنين (ع) إن الله تعالى جعل الذكر جلاء للقلوب تسمع به بعد الوقرة و تبصر به بعد الغشوة و تقاد به بعد المعاندة و شرح الله عزت أسماؤه في البرهة بعد البرهة و في أزمان الفترات صدور عباد ناجاهم في قلوبهم و كلمهم في ذات عقولهم فأصبحوا بنوره يقظة في الأسماع و الأبصار و الأفئدة يذكرون بأيام الله يخوفون مقامه بمنزلة الأدلة في القلوب فمن أخذ القصد حمدوا إليه الطريق و بشروه بالنجاة و من أخذ يمينا و شمالا لزموا إليه الطريق و حذروه من الهلكة كانوا لذلك مصابيح تلك الظلمات و أدلة تلك الشبهات و أن المذكر أهلا أخذوه بدلا من الدنيا فلم تشغلهم تجارة و لا بيع عنه يقطعون به أيام الحياة و يهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماء الغافلين يأمرون بالمعروف و يأتمرون به و ينهون عن المنكر و يتناهون عنه فكأنما قطعوا الدنيا إلى الآخرة و هم فيها فشاهدوا ما وراء ذلك و كأنما اطلعوا على عيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه و حققت القيامة عليهم عذابها فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس و يسمعون ما لا يسمعون فلو مثلتهم بعقلك في مقاماتهم المحمودة و مجالسهم المشهودة قد نشروا دواوين أعمالهم ففزعوا للحساب على كل صغيرة و كبيرة أمروا فيها فقصروا عنها أو نهوا عنها ففرطوا فيها و حملوا أوزارهم
    [60]


    على ظهورهم فضعفوا عن الاستغلال بها فنشجوا نشيجا و تجاوبوا نجيبا يعجون إلى الله من مقام ندم و اعتراف بذنب لرأيت أعلام هدى و مصابيح دجى قد حفت بهم الملائكة و نزلت عليهم السكينة و فتحت لهم أبواب السماء و أعدت لهم مقاعد الكرامات في مقعد اطلع الله عليهم فيه فرضي سعيهم و حمد مقامهم يتنسمون بدعائه روح التجاوز رهائن فاقة إلى فضله و أسارى ذلة لعظمته جرح طول الأذى قلوبهم و أقرح طول البكاء عيونهم لكل باب رغبة إلى الله منهم يد تارعة يسألون من لا تضيق لديه المنادح و لا يخيب عليه السائلون فحاسب نفسك لنفسك فإن غيرها من النفوس لها حسيب غيرك.

    و روي عن النبي (ص) قال ارتعوا في رياض الجنة فقالوا و ما رياض الجنة فقال الذكر غدوا و رواحا فاذكروا و من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإن الله تعالى ينزل العبد حيث أنزل الله العبد من نفسه ألا إن خير أعمالكم و أذكارها عند مليككم و أرفعها عند ربكم في درجاتكم و خير ما اطلعت عليه الشمس ذكر الله سبحانه و تعالى و قد أخبر عن نفسه فقال أنا جليس من ذكرني و أي منزلة أرفع منزلة من جليس الله تعالى و روي أنه ما اجتمع قوم يذكرون الله تعالى إلا اعتزل الشيطان عنهم و الدنيا فيقول الشيطان للدنيا أ لا ترين ما يصنعون فتقول الدنيا دعهم فلو قد تفرقوا أخذت بأعناقهم و قال (ص) يقول الله تعالى من أحدث و لم يتوضأ فقد جفاني و من أحدث و توضأ و لم يصل ركعتين و لم يدعني فقد جفاني و من أحدث و توضأ و صلى ركعتين و دعاني فلم أجبه فيما يسأل عن أمر دينه و دنياه فقد جفوته و لست برب جاف و روي أنه إذا كان آخر الليل يقول الله تعالى هل من داع فأجيبه هل من سائل فأعطيه سؤاله هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه .

    و روي أن الله تعالى أوحى إلى داود (ع) يا داود من أحب حبيبا صدق قوله و من أنس بحبيب قبل قوله و رضي فعله و من وثق بحبيب اعتمد عليه و من اشتاق إلى حبيب جد في المسير إليه يا داود ذكري للذاكرين و جنتي للمطيعين و زيارتي للمشتاقين و أنا خاصة للمحبين
    [61]


    و قال (ع) على كل قلب خادم من الشيطان فإذا ذكر الله تعالى خنس و إذا ترك الذكر التقمه فجذبه و أغواه و استنزله و أطغاه و روى كعب الأحبار قال أوحى الله إلى نبي من أنبيائه إن أردت أن تلقاني غدا في حظيرة القدس فكن ذاكرا غريبا محزونا مستوحشا كالطير الوحداني الذي يطير في الأرض المقفرة و يأكل من رءوس الأشجار المثمرة فإذا جاءه الليل أوى إلى وكره و لم يكن مع الطير استيحاشا منه و استيناسا بربه .

    و قال رسول الله (ص) إن الملائكة يمرون على مجالس الذكر فيقفون على رءوسهم و يبكون لبكائهم و يؤمنون على دعائهم و إذا صعدوا إلى السماء يقول الله تعالى ملائكتي أين كنتم و هو أعلم بهم فيقولون ربنا أنت أعلم كنا حضرنا مجلسا من مجالس الذكر فرأيناهم يسبحونك و يقدسونك و يستغفرونك يخافون نارك و يرجون ثوابك فيقول سبحانه أشهدكم أني قد غفرت لهم و آمنتهم من ناري و أوجبت لهم جنتي فيقولون ربنا تعلم أن فيهم من لم يذكرك فيقول سبحانه قد غفرت له بمجالسة أهل ذكري فإن الذاكرين لا يشفي بهم جليسهم و روي عن بعض الصالحين أنه قال نمت ذات ليلة فسمعت هاتفا يقول أ تنام عن حضرة الرحمن و هو يقسم الجوائز بالرضوان بين الأحبة و الخلان فمن أراد منا المزيد فلا ينام ليله الطويل و لا يقنع من نفسه بالقليل .

    و قال كعب الأحبار مكتوب في التوراة يا موسى من أحبني لم ينسني و من رجا معروفي ألح في مسألتي يا موسى لست بغافل عن خلقي و لكن أحب أن تسمع ملائكتي ضجيج الدعاء و ترى حفظتي تقرب بني آدم إلي بما أنا مقويهم عليه و مسببه لهم يا موسى قل لبني إسرائيل لا تبطرنكم النعمة فيعاجلكم السلب و لا تغفلوا عن الذكر و الشكر فتسلبوا النعم و يحل بكم الذل و ألحوا بالدعاء تشملكم الإجابة و يهنئكم النعمة بالعافية و جاء في قوله تعالى اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ قال يطاع فلا يعصى و يذكر فلا ينسى و يشكر فلا يكفر و قال رسول الله (ص) لأبي ذر يا أبا ذر أقلل من الشهوات يقلل عليك الفقر و أقلل من الذنوب يخفف عليك الحساب و اقنع بما أوتيته يسهل عليك الموت و قدم
    [62]


    مالك أمامك يسرك اللحاق به و انظر العمل الذي تحب أن يأتيك الموت و أنت عليه فاعمله و لا تتشاغل عما فرض عليك بما ضمن لك و أسع لملك لا زوال له في منزل لا انتقال عنه .



    الباب الرابع عشر في حال المؤمن عند موته

    قال النبي (ص) إن المؤمن إذا حضره الموت جاءت إليه ملائكة الرحمن بجريدة بيضاء فيقولون لنفسه اخرجي راضية مرضية إلى روح و ريحان و رب غير غضبان فتخرج كالطيب من المسك حتى يتناولها بعض من بعض فينتهي بها إلى باب السماء فيقول سكانها ما أطيب رائحة هذه النفس و كلما صعدوا بها من سماء إلى سماء قال أهلها مثل ذلك حتى يؤتى بها إلى الجنة مع أرواح المؤمنين فتستريح من غم الدنيا و أما الكافر فتأتيه ملائكة العذاب فيقولون لنفسه اخرجي كارهة مكروهة إلى عذاب الله و نكاله و رب عليك غضبان قال النبي (ص) أ ما ترون المحتضر يشخص ببصره قالوا بلى قال يتبع بصره نفسه .

    و قال النبي ما من بيت إلا و ملك الموت يأتيه في كل يوم خمس مرات فإذا وجد الرجل قد انقطع أجله و نفد أكله ألقي عليه غم الموت فغشيته كرباته و غمرته غمراته فمن أهل بيته الناشرة شعرها و الضاربة وجهها و الباكية شجوها و الصارخة بويلها فيقول ملك الموت ويلكم فما الجزع و الفزع و الله ما أذهبت لواحد منكم رزقا و لا قربت له أجلا و لا أتيته حتى أمرت و لا قبضت روحه حتى استأمرت و إن لي فيكم عودة ثم عودة حتى لا يبقى منكم أحد ثم قال و الذي نفسي بيده لو يرون مكانه و يسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم و لبكوا على نفوسهم حتى إذا حمل الميت في نعشه رفرفت روحه فوق نعشه تنادي يا أهلي و يا ولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي مال جمعته من حلة و من غير حلة و خلفته لكم فالمهنأ لكم و التبعة علي فاحذروا مثل ما قد نزل بي و لقد أحسن القائل شعرا :
    لقد لهوت و حد الموت في طلبي *** و إن في الموت لي شغلا عن اللعب
    لو شمرت فكرتي فيما خلقت *** له ما اشتد حرصي على الدنيا و لا طلبي
    [63]


    و قال الوراق :
    أبقيت مالك ميراثا لوارثه *** فليت شعري ما أبقى لك المال
    القوم بعدك في حال يسرهم *** فكيف بعدهم حالت بك الحال
    ملوا البكاء فما يبكيك من أحد *** و استحكم القيل في الميراث و القال
    آنستهم العهد دنيا أقبلت لهم *** و أدبرت عنك و الأيام أحوال


    و قال آخر :
    هون الدنيا و ما فيها عليك *** و اجعل الهم لما بين يديك
    إن هذا الدهر يدنيك إلى *** ملك الموت و يدنيه إليك
    فاجعل العدة ما عشت له *** إنه يأتيك إحدى ليلتيك


    و قال سلمان ره أضحكني ثلاث و أبكاني ثلاث غافل و ليس بمغفول عنه و ضاحك ملاقيه و الموت يطلبه و مؤمل الدنيا و لا يدرى أجله و أبكاني فراق الأحبة و هول المطلع و الوقوف بين يدي الله تعالى لا أدري أ ساخط هو أم راض و اعلموا رحمكم الله إنما يتوقع الصحيح سقما يرديه و موته من البلاء يدنيه فكأنه لم يكن في الدنيا ساكن و إليها راكن نزل به الموت فأصبح بين أهله و ولده لا يفهم كلاما و لا يرد سلاما قد اصفر وجهه و شخص بصره و حشرج صدره و يبس ريقه و اضطربت أوصاله و قلقت أحشاؤه و الأحبة حوله يرى و لا يعرف و يسمع فلا يرد و ينادي فلا يجيب خلف القصور و خلت منه الدور و حمل إلى أعناق الرجال يسرعون به إلى محل الأموات و دار الخسران و بيت الوحدة و الغربة و الوحشة ثم قسموا أمواله و سكنوا داره و تزوجوا أزواجه و حصل هو برمسه فرحم الله من جعل الهم هما واحدا و أكل قوته و أحسن عمله و قصر أمله و روي أنه إذا حمل عدو الله إلى قبره نادى إلى من تبعه يا إخوتاه احذروا مثل ما قد وقعت فيه إني أشكو دنيا غرتني حتى إذا اطمأننت إليها وضعتني و أشكو إليكم إخلاء الهوى إذا وافقتهم تبرءوا مني و خذلوني و أشكو إليكم أولاد آثرتهم على نفسي و أسلموني و أشكو إليكم مالا كدحت في جمعه في البر و البحر و قاسيت الأهوال فأخذه أعدائي و صار وبالا علي و عاد نفعه لغيري و أصبحت مرتهنا به و أشكو إليكم
    [64]


    بيت الوحدة و الوحشة و الظلمة و المساءلة عن الصغيرة و الكبيرة فاحذروا مثل ما قد نزل بي فوا طول بلائي و عظيم عنائي ما لي من شفيع و لا حميم .

    و كان رسول الله (ص) إذا دخل الجبانة يقول السلام عليكم أيها الأبدان البالية و العظام النخرة التي خرجت من الدنيا بحسراتها و حصلت منها برهنها اللهم أدخل عليهم روحا منك و سلاما منا و منك يا أرحم الراحمين و قال عبد الله الجرهمي و كان من المعمرين تبعت يوما جنازة فخنقتني العبرة فأنشدت شعرا :
    يا قلب إنك في الدنيا لمغرور *** فاذكر و هل ينفعن اليوم تذكير
    فبينما المرء في الأحياء مغتبطا *** إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير
    يبكي الغريب عليه ليس يعرفه *** و ذو قرابته في الحي مسرور
    فاسترزق الله خيرا ثم ارض به *** فبينما العسر إذ دارت مياسير


    و قال رجل من أصحاب الجنازة تعرف لمن هذا الشعر فقلت لا و الله فقال هو لصاحب هذه الجنازة و أنت غريب و تبكي عليه و أهله مسرورون بتركته فقال أبو العتاهية شعرا :
    أرى الدنيا تجهز بانطلاق *** مشمرة على قدم و ساق
    فلا الدنيا بباقية لحي *** و لا حي على الدنيا بباق


    و قال بعضهم محلة الأموات أبلغ العظات فزوروا القبور و اعتبروا النشور و رئي بعضهم يدخل المقبرة ليلا فينادي و يقول يا أهل القبور من أنتم ثم يجيب عن نفسه نحن الآباء و الأمهات و الإخوة و الأخوات نحن الأحباب و الجيران نحن الأصدقاء و الإخوان نحن الأحبة و الخلان طحننا البلى و أكلنا الثرى و أنشد بعضهم و قال :
    خمدوا و ليس يجاب من ناداهم *** هم موتى و كيف إجابة الموت


    و قال البراء بن عازب بينما نحن مع رسول الله (ص) إذ أبصر بجنازة تدفن فبادر إليها مسرعا حتى وقف عليها ثم بكى حتى بل ثوبه ثم التفت إلينا فقال يا إخوتي لمثل هذا فليعمل العاملون احذروا هذا و اعملوا له و كتب بعضهم إلى
    [65]


    ملك يعظه أيها الملك اعدل برعيتك و ارحم من تحت يديك و لا تتجبر عليهم و لا تعل قدرك و لا تنس قبرك الذي هو منتهى أمرك فإن الموت يأتيك و إن طال عمرك و الحساب أمامك و القيامة موعدك و قد كان هذا الأمر الذي أنت فيه بيد غيرك فلو بقي له لم يصل إليك و سينتقل عنك كما انتقل عنه و أنه لا يبقى لك و لا تبقى له فقدم لنفسك خيرا تجده محضرا و تزود من دار الغرور لدار الفرح و السرور و اعتبر بمن كان قبلك ممن خزن الأموال و جدد الإقلال و جمع الرجال فلم يستطع دفع المنية و لا رد الرزية فلا تغتر بدنيا دنية لم يرضها الله جزاء لأوليائه و لا عذابا لأعدائه و اعتبر بقوله القائل شعرا :
    و كيف يلذ العيش من كان موقنا *** بأن المنايا بغتة ستعاجله
    و كيف يلذ النوم من كان مؤمنا *** بأن إله الخلق لا بد سائله
    و كيف يلذ العيش من كان صائرا *** إلى جدث يبلي الثياب منازله
    و كيف يلذ النوم من أثبتوا له *** مثاقيل أوزان الذي هو فاعله




    الباب الخامس عشر في الموعظة

    قال جامع هذا الكتاب إن الموعظة لا تنجح فيمن لا زاجر له و لا واعظ من نفسه و ما وهب الله تعالى لعبده هبة أنفع له من زاجر من نفسه و قل أن تنجح الموعظة في أهل التجبر و التكبر و إني لأعجب من قوم غدوا في المطارف العتاق و الثياب الرقاق يخيطون الولايات و يتحملون الأمانات و يتعرضون للخيانات حتى إذا بلغوا بغيتهم و نالوا أمنيتهم خافوا من فوقهم من أهل الفضل و الفقه و ظلموا من دونهم من أهل الضعف و الحرفة و سمنوا أبدانهم و أهزلوا دينهم و عمروا دنياهم و خربوا آخرتهم و أوسعوا دورهم و ضيقوا قبورهم يتكئ أحدهم على شماله و يأكل غير ماله و يدعو بحلو بعد حامض و رطب بعد يابس و حار بعد بارد حتى إذا غصته الكظة و أثقلته البطنة و غلبه البشم قال يا جارية هات هاضوما و هات حاطوما و الله يا جاهل يا مغرور ما حطمت طعامك بل
    [66]


    حطمت دينك و أزلت يقينك فأين مسكينك و أين يتيمك و أين جارك و أين من غصبته و ظلمته و استأثرت بهذا عليه و تجبرت بسلطانك عليه حتى إذا بالغ هذا في المظالم و ارتطم في الم آثم قال قد زرت و قد حججت و قد تصدقت و نسي قول الله تعالى إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ و قوله تعالى تِلْكَ الدّارُ الْ آخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ .

    و قال النبي (ص) ما آمن بالقرآن من استحل محارمه .

    و قال أمير المؤمنين (ع) ليس من شيعتي من أكل مال المؤمن حراما إنما يعيش صاحب هذا الحال مفتونا و يموت مغرورا و يقول يوم القيامة لمن دخل الجنة من أهل السعادة هو و أمثاله أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ وَ ارْتَبْتُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتّى جاءَ أَمْرُ اللّهِ وَ غَرَّكُمْ بِاللّهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَ لا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا دل هذا على أنهم غير الكافر .



    الباب السادس عشر في أشراط الساعة و أهوالها

    قال الله تعالى فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها و قال سبحانه السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَ السّاعَةُ أَدْهى وَ أَمَرُّ و قال تعالى أَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها .

    و خطب رسول الله (ص) فقال أصدق الحديث كتاب الله و أفضل الهدي هدي الله و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة فقام إليه رجل و قال يا رسول الله متى الساعة فقال ما المسئول بأعلم بها من السائل لا تأتيكم إلا بغتة فقال فأعلمنا أشراطها فقال لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم و تكثر الزلازل و تكثر الفتن و يظهر الهرج و المرج و تكثر فيكم الأهواء و يخرب العامر و يعمر الخراب و يكون خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و تطلع الشمس من مغربها و تخرج الدابة و يظهر الدجال و ينتشر يأجوج و مأجوج و ينزل عيسى ابن مريم فهناك تأتي ريح من جهة اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا
    [67]


    فيه مثقال ذرة من الإيمان إلا قبضته و إنه لا تقوم الساعة على الأشرار ثم تأتي نار من قبل عدن تسوق سائر من على الأرض تحشرهم فقالوا فمتى يكون يا رسول الله قال إذا داهن قراؤكم أمراءكم و عظمتم أغنياءكم و أهنتم فقراءكم و ظهر فيكم الغناء و فشا الزناء و علا البناء و تغنيتم بالقرآن و ظهر أهل الباطل على أهل الحق و قل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أضيعت الصلوات و اتبعت الشهوات و ميل مع الهوى و قدم أمراء الجور فكانوا خونة و الوزراء فسقة و ظهر الحرص في القراء و النفاق في العلماء فعند ذلك ينزل بهم البلاء مع أنه ما تقدست أمة لا ينتصر لضعيفها من قويها تزخرف المساجد و تذهب بالمصاحف و تعلى المنابر و تكثر الصفوف و ترتفع الضجات في المساجد و تجتمع الأجساد و الألسن مختلفة و دين أحدهم لعقة على لسانه إن أعطي شكر و إن منع كفر لا يرحمون صغيرا و لا يوقرون كبيرا يستأثرون أنفسهم توطأ حريمهم و يجورون في حكمهم يحكم عليهم العبيد و تملكهم الصبيان و تدبر أمورهم النساء تتحلى الذكور بالذهب و الفضة و يلبسون الحرير و الديباج و يسبون الجواري و يقطعون الأرحام و يخيفون السبيل و ينصبون العشارين و يجاهدون المسلمين و يسالمون الكافرين فهناك يكثر المطر و يقل النبات و تكثر الهزات و يقل العلماء و يكثر الأمراء و يقل الأمناء فعند ذلك ينحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من المائة تسعة و تسعون و يسلم واحد .

    و قال رجل صلى بنا رسول الله (ص) من غلس فنادى رجل متى الساعة يا رسول الله فزجره حتى إذا أسفرنا رفع طرفه إلى السماء فقال تبارك خالقها و واضعها و ممهدها و محليها بالنبات ثم قال أيها السائل عن الساعة تكون عند خبث الأمراء و مداهنة القراء و نفاق العلماء و إذا صدقت أمتي بالنجوم و كذبت بالقدر ذلك حين يتخذون الأمانة مغنما و الصدقة مغرما و الفاحشة إباحة و العبادة تكبرا و استطالة على الناس .

    و قال (ص) و الذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكون عليكم أمراء فجرة و وزراء خونة و عرفاء ظلمة و قراء فسدة و عباد جهال يفتح الله عليهم
    [68]


    فتنة غبراء مظلمة فيتيهون فيها كما تاهت اليهود فحينئذ ينقض الإسلام عروة عروة يقال الله الله .

    و قال أمير المؤمنين (ع) ما من سلطان آتاه الله قوة و نعمة فاستعان بها على ظلم عباده إلا كان حقا على الله أن ينزعها منه أ لم تر إلى قول الله تعالى إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْم حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ .

    و قال النبي (ص) لا تزال هذه الأمة تحت يد الله و في كنفه ما لم يمالئ قراؤها أمراءها و لم يوال صلحاؤها أشرارها فإذا فعلوا ذلك نزع الله يده منهم و رماهم بالفقر و الفاقة و سلط عليهم أشرارهم و ملأ قلوبهم رعبا و رمى جبابرتهم بالعذاب المهين فيدعون دعاء الغريق و لا يستجيب لهم .

    و قال بئس العبد عبد يسأل المغفرة و هو يعمل بالمعصية و يرجو النجاة و لا يعمل لها و يخاف العذاب و لا يحذره و يعجل الذنب و يؤخر التوبة و يتمنى على الله الأماني الكاذبة فويل له ثم ويل له من يوم العرض على الله تعالى .

    و روي أن عمر بن هبيرة لما ولي العراق من قبل هشام بن عبد الملك أحضر السبيعي و الحسن البصري و قال لهما إن هشام بن عبد الملك أخذ بيعتي له على السمع و الطاعة ثم ولاني عراقكم من غير أن أسأله و لا تزال كتبه تأتيني بقطع قطائع الناس و ضرب الرقاب و أخذ الأموال فما تريان في ذلك فأما السبيعي فداهنه و قال قولا ضعيفا و أما الحسن البصري فإنه قال له يا عمر إني أنهاك عن التعرض لغضب الله برضى هشام و اعلم أن الله يمنعك من هشام و لا يمنعك هشام من الله تعالى و لا أهل الأرض أ يأتيك كتاب من الله بالعمل بكتابه و العدل و الإحسان و كتاب من رسول الله نبيك و كتاب من هشام بخلاف ذلك فتعمل بكتاب هشام و تترك كتاب الله و سنة رسول الله إن هذا لهو الحرب الكبير و الخسران المبين فاتق الله و احذره فإنه يوشك أن ينزل إليك ملك من السماء فينزلك من علو سريرك و يجرك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا يوسعه عليك إلا عملك إن كان حسنا و لا يوحشك إلا هو إن كان قبيحا و اعلم أنك إن تنصر الله ينصرك و يثبت أقدامك فإن الله تعالى ضمن إعزاز من
    [69]


    يعزه و نصر من ينصره قال سبحانه وَ لَيَنْصُرَنَّ اللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ .

    و قال كيف أنتم إذا ظهر فيكم البدع حتى يربو فيها الصغير و يهرم الكبير و يسلم عليها الأعاجم و إذا ظهرت البدع قيل سنة و إذا عمل بالسنة قيل بدعة قيل و متى يا رسول الله يكون ذلك قال إذا ابتعتم الدنيا بعمل الآخرة و قال ابن عباس لا يأتي على الناس زمان إلا أماتوا فيه سنة و أحيوا فيه بدعة حتى تموت السنن و تحيا البدع و بعد فو الله ما أهلك الناس و أزالهم عن الحجة قديما و حديثا إلا علماء السوء قعدوا على طريق الآخرة فمنعوا الناس سلوكها و الوصول إليها و شككوهم فيها مثل ذلك مثل رجل كان عطشانا فرأى جرة مملوءة ماء فأراد أن يشرب منها فقال له رجل لا تدخل يدك فيها فإن فيها أفعى تلسعك و قد ملأتها سما فامتنع الرجل من ذلك ثم إن المخبر عن ذلك أخذ يدخل يده فيها قال العطشان لو كان فيها سما لما أدخل يده و كذلك حال الناس مع علماء السوء زهدوا الناس في الدنيا و رغبوهم فيها و منعوا الناس من الدخول إلى الولاة و التعظيم لهم و دخلوا هم إليهم و عظموهم و مدحوهم و حسنوا إليهم أفعالهم و وعدوهم بالسلامة لا بل قالوا لهم قد رأينا لكم المنامات بعظيم المنازل و القبول ففتنوهم و غروهم و نسوا قول الله تعالى إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيم وَ إِنَّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيم و قوله تعالى ما لِلظّالِمِينَ مِنْ حَمِيم وَ لا شَفِيع يُطاعُ و قوله تعالى يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ و قوله تعالى يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً .

    و قال النبي (ص) الجنة محرمة على جسد غذي بالحرام .

    و قال أمير المؤمنين (ع) ليس من شيعتي من أكل مال امرئ حراما .

    و قال النبي (ص) لا يشم ريح الجنة جسد نبت على الحرام .

    و قال (ع) إن أحدكم ليرفع يديه إلى السماء فيقول يا رب يا رب و مطعمه حرام و ملبسه حرام فأي دعاء يستجاب لهذا و أي عمل يقبل منه و هو ينفق من غير حل إن حج حج حراما و إن تصدق تصدق بحرام و إن تزوج تزوج بحرام و إن صام أفطر على حرام فيا ويحه ما علم أن الله طيب لا يقبل إل
    ا[70]


    الطيب و قد قال في كتابه إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .

    و قال النبي (ص) ليكون عليكم أمراء سوء فمن صدق قولهم و أعانهم على ظلمهم و غشي أبوابهم فليس مني و لست منه و لن يرد علي الحوض .

    و قال (ص) لحذيفة كيف أنت يا حذيفة إذا كانت أمراء إن أطعتموهم كفروكم و إن عصيتموهم قتلوكم فقال حذيفة كيف أصنع يا رسول الله قال جاهدهم إن قويت و اهرب عنهم إن ضعفت .

    و قال (ص) صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس و إذا فسدا فسد الناس الأمراء و العلماء قال الله تعالى وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ . و قال و لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي و الله ما فسدت أمور الناس إلا بفساد هذين الصنفين و خصوصا الجائر في قضائه القابل الرشا في الحكم ، و لقد أحسن أبو نواس في قوله شعرا :
    إذا خان الأمير و كاتباه *** و قاضي الأمر داهن في القضاء
    فويل ثم ويل ثم ويل *** لقاضي الأرض من قاضي السماء


    و جاء في تفسير قوله تعالى لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْ آخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ الآية نزلت فيمن يخالط السلاطين و الظلمة .

    و قال (ع) الإسلام علانية باللسان و الإيمان سر بالقلب و التقوى عمل بالجوارح كيف تكون مسلما و لا يسلم الناس منك و كيف تكون مؤمنا و لا تأمنك الناس و كيف تكون تقيا و الناس يتقون من شرك و أذاك ؟

    و قال إن من ادعى حبنا و هو لا يعمل بقولنا فليس منا و لا نحن منه أ ما سمعوا قول الله تعالى يقول مخبرا عن نبيه قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ .

    و لما بايع أصحابه أخذ عليهم العهد و الميثاق بالسمع لله تعالى و الطاعة له في العسر و اليسر و على أن يقولوا الحق أينما كانوا و أن لا يأخذهم في الله لومة لائم قال إن الله ليحصي على العبد كل شيء حتى أنينه في مرضه و الشاهد على ذلك قوله تعالى ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْل إِلّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ و قوله تعالى وَ إِنَّ
    [71]


    عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ و قوله تعالى إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللّهُ .
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 133
    تاريخ التسجيل : 19/12/2009

    مشهد يوم القيامه Empty رد: مشهد يوم القيامه

    مُساهمة  Admin الأربعاء يناير 20, 2010 2:55 am

    مشهد يوم القيامه 22117173

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 1:58 pm